قال الشاه نقشبد قدس سره طريقنا اقرب الطرق و قال ايضا طلبت من الله تعالى
طريقا تكون موصلة البتة و قد اجيبت دعوته كما في الرشحات عن عبيد الله احرار
قدس سره و كيف لا تكون اقرب و موصلة و انتهاؤها مندرج في ابتدائها فالمحروم من
يدخل هذا الطريق و لا يستقيم و يروح لا نصيب له و ما ذنب الشمس اذا لم تكن
هناك عين تبصر نعم اذا وقع طالب في يد ناقص فأي ذنب للطريق و أي تقصير
للطالب اذ الموصل في الحقيقة في هذا الطريق هو المرشد لا نفس الطريق و من خواص
هذا الطريق ايضا انه يكون في ابتدائها الحلاوة و الوجدان و في انتهائها عدم اللذة و
الفقدان الذي هو من لوازم اليأس بعكس سائر الطرق اذ في ابتدائها عدم اللذة و
الفقدان و في اﺗﻬائها الحلاوة و الوجدان و كذا يكون في هذا الطريق في ابتدائها القرب
و الشهود و في انتهائها البعد و الحرمان و من هنا يعلم تفاوت الطرق و علو شأن هذا
الطريق اذا لقرب و الشهود و الحلاوة و الوجدان يخبر عن الهجر و البعد و الحرمان و
عدم اللذة و الفقدان يخبر عن ﻧﻬاية القرب فهم من فهم و يكفي في شرح هذا السر انه
لا اقرب الى الانسان من نفسه فالقرب و الشهود و الحلاوة و الوجدان بالنسبة اليه
مفقود و بالنسبة الى غيره موجود و العارف تكفيه الاشارة و ان اكابر هذا الطريق
جعلوا الاحوال و المواجيد تابعة للاحكام الشرعية و الاذواق و المعارف خادمة للعلوم
الدينية لا يستبدلون الجواهر النفيسة الشرعية مثل الاطفال بجوز الوجد و زبيب الحال
و لا يغترون بترهات الصوفية و لا يفتنون ﺑﻬا و لا يريدون الاحوال التي تحصل من
ارتكاب المحظورات الشرعية و من مخالفات السنة السنية و لا يقبلوﻧﻬا و من هنا لا
يجوزون السماع و الرقص و لا يقبلون على الذكر الجهري حالهم على الدوام و وقتهم
على الاستمرار التجلى الذاتي الذي لغيرهم كالبرق لهم دائم و الحضور الذي يعقبه غيبة
ساقط عن حيز الاعتبار عند هذه السادات الاخيار بل كرخانتهم اعلى عن الحضور