يقول مالك بن دينار : بينما هو ماش فى الطريق رأى رجلا مخموراً طرحته الخملرة ارضا والزبد على شفتيه ويقول الله الله الله وهو فى حالة هذيان وفعظم على الامام الكبير أن يخرج هذا الاسم العظيم من فم نجس . فتلطف معه و مسح فمه واكرمه على الرغم من سكره وبعد ان افاق وصحا من سكره قيل له اتدرى من اعتنى بك واهتم بحالتك انه الامام مالك ويبدوا ان هذه العناية اللطيفة بهذا العاصى أثارت حساسية نفسه فبكى تأثيرا او ندما وبالمناسية فالعصاة اكثرهم فيهم رقة تحملهم على البكاء ونام الامام ليلته تلك فسمع فى منامه صوتا يخاطبه : يا مالك طهرت فمه من اجلنا فطهرنا قلبه من اجلك . وخرج الامام الى المسجد فراى رجلا قائما يصلى ويتهجد قال له من انت يرحمك الله قاتل له ان الذى هدانى أخبرك بحالى .هذا سر من اسرار اسم الله الحليم ( الشيخ عبدالغنى النابلسى )